الرئيسيةكتاب الموقعمقالات

أحمد عبدالكريم يكتب “إشراقة الصباح”…عاشق الزهور

كلما هلت أيام الربيع بنسماته العليلة وجوه الصافي، تذكرت صديقي الحبيب الراحل الحاج محمد صلاح تعلب الذي كان عاشقا للزهور..
وأتذكر أن أول مرة دخلت فيها بستانا من الزهور كنت بصحبته، ويومها كان يتجول مع صاحب المشتل ويتفحص الأنواع المختلفة من الزهور والورود ويحفظ أسمائها، وبعد أن اشتري كل ما يحتاجه سألته عن قصة عشقه للزهور.. فأخذ يسرد حكايات كثيرة وعجيبة عن هذا العشق حتي أنه في سفرياته للخارج كان يتحدث لأسرته أول شيء عن مدي اهتمامهم بالزهور التي تملأ جنبات منزله وعند عودته من السفر كان أول شيء يطمئن عليه هذه الزهور وبعد هذا الاطمئنان يبدأ في فتح حقائبه لأبنائه.


وحكي لي أيضا أنه خصص يوما في الأسبوع للجلوس مع هذه الزهور والأعتناء بها إلي جانب الأعتناء اليومي، ويجري معها حوارا يحادثها وتحادثه..
هذا العشق جعل من صديقي الحبيب إنسانا مرهف الحس وعاشقا للحياة وللناس ويقدم الخير لمن يعرفه ومن لا يعرفه.. وصديقي الراحل إلي جانب عشقه للزهور.. كان عاشقا أيضا للكتابة وللصحافة وأعتقد أنه لو عمل بالصحافة منذ تخرجه لأصبح من ألمع الصحفيين في مصر.. كان لديه أسلوبا ساحرا في الكتابة يجعلك تقرأ ما يكتبه حتي نهاية مقاله.. وإلي جانب ذلك كان أيضا عاشقا للموسيقي والغناء والشعر والثقافة وتجولنا معا كثيرا في الصالونات الثقافية والفنية سواء في القاهرة أو في المحافظات..
وقبل كل ذلك كان إنسانا ملتزما بدينه ومحافظا علي العادات والتقاليد والقيم التي تربي عليها وكان برنامج عمله يبدأ بصلاة الفجر ثم قراءة أجزاء من القرآن الكريم.. ثم يبدأ في كتابة خواطره ورسائله التي اشتهر بها.
والغريب أن أخر يوم قضاه في منزله كان يوم إعتنائه بالزهور وظل لساعات طويلة علي هذه الحال وكأنه يودعها حتي شعر بألام شديدة وتم نقله بعدها إلي المستشفي حتي فارق الحياة.
وظننت بعد فراقه أن أزهاره ووروده ستموت خلفه لكنني فوجئت بابنته غادة قد ورثت عنه هذا العشق للزهور وسارت علي خطي والدها في كل شيء وشعرنا أن عاشق الزهور لم يمت.

مباشر القليوبية

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى