الاخبارالرئيسيةلفت نظر

عزبة “سويلم” بالقناطر تغرق فى مياه الصرف وأطفالها ضحايا للبلهارسيا والفشل الكلوى

طرق طينية متعرجة غارقة فى مياه «الطرنشات»، وتلال من القمامة تقودك إلى عزبة سويلم التابعة لمنطقة «باسوس» فى القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، التى يعانى سكانها من تلوث مياه الشرب وحرمانهم من شبكة الصرف الصحى، على الرغم من دخولها بالمناطق المحيطة بها كعزبتى «أبوالغيط وباسوس» باعتبارها داخل الحيز العمرانى.

«العزب اللى حوالينا فيها صرف صحى إلا إحنا»، هكذا بدأ محمود حسن الرجل الستينى حديثه عن عزبة سويلم التى يتعدى سكانها الـ5000 أسرة، ويفسر سبب حرمانهم من الصرف بقيام مالك أحد مصانع تصنيع البلاستيك بالعزبة ببناء سور على ماسورة شفط الصرف الصحى التى تم وضعها منذ 5 سنوات بعد ردم «الرشاح» لإحاطة أرضه الواقعة بجواره متعدياً على أملاك الدولة ومهدداً أهالى العزبة: «صاحب المصنع قالنا مش هخلى مواسير الصرف تخش العزبة طول ما أنا عايش»،

ويضيف محمود أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى للجهات المسئولة كالجهاز التنفيذى لمشروعات المياه والصرف الصحى بالقناطر الخيرية ليفاجأوا بردهم بأن العزبة بالفعل مزودة بشبكة صرف صحى: «الصرف جالنا على الورق لكن الحقيقة المواسير جت وبعدها بأربع أيام باعوها بتوع الحى بحجة إنها مش مطابقة للمواصفات»، لافتاً إلى أن النائب عن دائرتهم بمجلس النواب عادل عامر أخبرهم أنه حصل فى سبتمبر الماضى على موافقة المحافظة بإدخال الصرف الصحى للعزبة لكن لم تنفذ أى خطوة حتى الآن

بينما تصف فتحية محمد، 45 عاماً، المقيمة بعزبة سويلم منذ 28 عاماً، معاناتها هى وأسرتها، حيث يعتمدون على طرنشات لتخزين مياه الصرف الصحى أمام منازلهم: «عيال كتير جاتلهم البلهارسيا بسبب الطرنشات اللى بتطفح فى الشوارع باستمرار، ده غير الفشل الكلوى»، حيث تختلط مياه الصرف بمياه الشرب فضلاً عن انتشار الروائح الكريهة: «بنضطر أنا وجوزى نقعد فى الشارع طول اليوم من ريحة المجارى لما الطرنشات بتطفح علينا فى البيت»، وتضيف قائلة: «عاملة طرنش للحمام بس، وبغسل الهدوم على إيدى عشان ما أغرقش الدنيا، لأن الغسالات الأوتوماتيك بتملى الطرنش بسرعة، والناس بتتخانق مع بعضها كتير بسبب الطرنشات».

ويقول أحمد إبراهيم، 52 عاماً، أحد سكان العزبة: «عربيات كسح الحكومة مابتجيش خالص فبنجيب عربية على حسابنا كل يوم بتفضى الطرنش بـ60 جنيه، لكن لو شوارع داخلية بتكون النقلة بـ100 جنيه»، الأمر الذى أثر على الكثير من منازل العزبة ما يضطرهم للحفر حولها ووضع الكثير من الرمال بها منعاً لانهيارها.

وقالت شيماء حسن، 24 سنة، التى انتقلت للعيش مع زوجها بعزبة سويلم منذ نحو 6 سنوات لتجد منزلها يقع على الترعة التى تقوم عربات الكسح بإلقاء مياه الصرف الصحى بها، ما يضطرها إلى إغلاق الأبواب والنوافذ، خوفاً على أطفالها الثلاثة الذين لا تتعدى أعمارهم الـ5 أعوام من الوقوع بداخلها: «ولادى وقعوا كذا مرة فى الترعة والجيران لحقوهم»، فضلاً عن معاناتهم من الحشرات كالناموس المنتشر فى كل مكان.

وفى المقابل أوضح تامر سعد، رئيس الوحدة المحلية بباسوس، أنه لم يتم إدخال الصرف للعزبة نظراً لكونها خارج الحيز العمرانى المعتمد لقرية باسوس: «عزبة سويلم كتلة سكنية فعلاً وقديمة جداً لكن لحد اللحظة لم تعتمد بأنها داخل الحيز العمرانى»، لافتاً إلى أنه يتم حالياً اتخاذ إجراءات لاعتمادها من الحيز العمرانى من خلال تكليف محافظ القليوبية للجنة تكلف بالمرور على جميع العزب المحرومة من الصرف وحصرها وليس عزبة سويلم فقط.

مباشر القليوبية

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى