أحزاب ونواب

اللواء عبد الرحمن راشد يكتب “الاتجار بالاوطان”

 

في تقديري لايوجد اي فارق بين من يحرق أو يفجر ويقتل وبين من يطلق صواريخ الكذب من منصات الفيديوهات، فهؤلاء جميعا يتلاعبون بمقدرات الوطن ويتطاولون على جيشنا الوطني، صاحب أكبرالتضحيات في التاريخ.

وهنا نتساءل هل نسي هؤلاء المرتزقة الذين يعترفون بالخيانة بكل بجاحة،ما قدمته قواتنا المسلحة من تضحيات .. هل نسي هؤلاء الأقزام ما دفعه هؤلاء الرجال من دم وعرق وجهد وتضحيات عبر حروب عديدة ولسنوات طويلة، لكي يحافظوا على مقدرات البلد ..المدهش أن البعض ينساق خلف مروجي الإرهاب وأفكاره ويخدمون مخططات الخيانة ومشروعات التخريب.

تقول الكاتبة وفاء صندي وهي كاتبة مغربية هالها وروعها،ما سطرتة وافترتة اقلام العمالة والسنة الخيانة عن مصر وجيشها الوطني ورئيسها المفدي،وهي تدرك تماما مدي اهمية مصر للوطن العربي وللاشقاء العرب، كتبت تقول:

في مشهد بات مکررا يخرج علينا، من وقت لآخر، أشخاص ربما يعانون من عقدة القيادة، اتخذوا من صفحاتهم على مواقع التواصل مكانا لممارسة غوايتهم وتوجيه تعليماتهم، التي يدعون فيها الوطنية ويحثون فيها الشعب على الحشد للقيام بمظاهرات تنطلق جميعها من العالم الأزرق، منها من تبقى حبيسته، ومنها من تجد لها بعض الصدى في الشارع، خاصة عندما يتعلق الأمر بدعوات لإصلاح الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين،وسرعان ما تنتهي هذه إما بتسجيل موقف معين تكون رسالته قد وصلت الى المسئولين الذين بدأوا بالتفاعل معه، أو أنها تنتهي دون أي صدى يذكر لكونها مظاهرات بدون سند.

مظاهرات تم التحريض عليها فقط من اجل زعزعة الأمن وتصفية بعض الحسابات الضيقة التي فطنت لها الشعوب وباتت ترفض أن تنساق وراءها.

ما يحدث في مصر أخيرا من دعوات للتظاهر يقودها احد المقاولين من داخل شقته في إسبانيا، وتحريضه، عن بعد وهو في مأمنه، للشباب المصرى على الخروج في مظاهرات ضد الدولة، هو هذا النوع الثاني من الاحتجاجات عديمة السند والتي يرجى منها فقط البلبلة وزعزعة الاستقرار.

هی دعوة من شخص اشتغل فترة طويلة مع جهة معينة واستفاد منها وحقق من ورائها ثروة ضخمة، مكنته من خوض تجربة الإنتاج والتمثيل.

لكن عندما حصل خلاف مالي بينه وبين الإدارة التي مادام اشتغل معها، تحول بين ليلة وضحاها من مقاول وممثل مغمور الى ناشط سياسي ،نفی نفسه اراديا الى إسبانيا ومنها اشهر مدفعيته صوب الدولة ومؤسساتها، محرضا الشعب على الاحتجاج والثورة.

هذه الدعوة التي لم تجد لها قبولا من قبل المواطنين الذين لن يقبلوا المساومة على الوطن، لكنها في المقابل لقيت ترحيبا كبيرا من قبل أعداء الوطن وعلى رأسهم تلك الدولة الصغيرة التي وجهت مدفعيتها الإعلامية الكبيرة صوب مصر لتنقل صورة مزيفة عن احتجاجات الشارع المصري.

والغرض من ذلك التحريض على الخروج للشارع والتأثير السلبي على الرأي العام العربي والعالمي ولو بالافتراء والكذب، والادعاء بأن مصر تنتفض ضد نظامها.

عندما يتعلق الأمر بمصر، هناك من يتمني لهذا البلد الآمن أن يتهاوى ويسقط لأسباب لا تتعلق بالتأكيد بالدفاع عن مصالح الشعب، ولكن أساسا بلعبة السياسة والتوازنات الإقليمية.

وعندما نحلل ما يقوم به المقاول والممثل المذكور نجد أنه يحمل مشروعا تدميريا وان مشكلته الأساسية ليست مع الفساد، بل كانت تلك أول مادة عرضها في سوق بيعه للوطن، من أجل شد الانتباه إليه.

فالموضوعات التي تثير فضول اكبر شريحة من المجتمع، هي تلك التي تتعلق بقضايا الفساد، وعلى هذا الوتر عزف في البداية، بعد ذلك سرعان ما غير لغة خطابه في ظهوره المتكرر، عبر الفيديوهات ال15 التي نشرها لحدود كتابة هذا المقال، من مشكلته المالية الى انتقاد الجيش الى استهداف رأس النظام والتهييج ضده الى طرح بديل يقول إنه يقوم على بناء دولة المؤسسات… ما يعني انه يتبع سياسة واضحة وتدريجية، يبقى الهدف فيها منذ البداية الرغبة في إثارة البلبلة وإحداث الفوضى الممنهجة.

لا شك أن المقاول يدرك جيدا ما يفعله، وربما يملك في ذلك غطاء يعتقد انه سيحميه ويحمي أفعاله التحريضية واتهاماته التي يعاقب عليها القانون.

فمنذ اول ظهور له بداية الشهر الحالي، لم يقدم أي دليل او وثائق تثبت ما نشره من اتهامات، بل اكتفي فقط بالكلام معتمدا على خطاب شعبوي أراد من خلاله أن يهيج مشاعر بعض الفئات من المجتمع ممن يعانون ظروفا اجتماعية واقتصادية صعبة، وممن يأملون في تغيير مستواهم المعيشي من خلال مشروعات تنموية تنقذهم من براثن الفقر، محاولا استفزازهم بالكثير من الشكوك ليخلق لديهم ردة فعل معينة سيحاول التلاعب بها وتهييجها اكثر فأكثر.

لقد نجح الممثل الذي كثيرا ما بحث عن الشهرة في جذب انتباه الرأي العام المصري والعالمي حوله ،وهو يحاول أن يظهر نفسه بمظهر البطل الذي لا يخشى شيئا في سبيل كشفه الفساد، لكنه تناسى أن تلك البطولة هي وهمية تحركها أياد خفية، أما من برید کشف الفساد أو الإصلاح فإنه يقوده من الداخل وليس عبر الهروب إلى الخارج والجلوس خلف شاشة في مكان مريح للاتجار بالوطن وخوض معركة خاسرة ضده.

لا أعتقد أنه بقي في جعبته ما يمكن أن يحرج به الدولة ومؤسساتها ،وكل ما يمتلكه اليوم هو خطاب شعبوي سيستغله بضعة أيام لمحاولة تهييج مواطن لم يعد يعنيه سوی استقرار وطنه وتوفير رغيف عيش له ولأبنائه، بعيدا عن لعبة السياسة وتجاذباتها وصراعاتها ومعاركها الخفية والمعلنة.

أما ما يحتاجه الشعب فعلا فهو توفير أمنه المعيشي وصون كرامته الإنسانية، وتلك هي المعركة التي أتمنى أن تنتصر فيها مصر كما انتصرت في كل المعارك التي خاضتها إلى حدود الآن”.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى