أحزاب ونواب

اللواء عبد الرحمن راشد يكتب “الشكل و الجوهر في خطبة الجمعة”

 

اطلعت علي مقال نشر بجريدة الاهرام القاهرية بعددها الصادر بتاريخ يوم 4/6 بقلم الدكتور محمد يونس يحمل عنوان(الخطاب الاسلامي و الفرص المهدرة) يتناول فيه الحديث علي تجديد الخطاب الديني،وانة لا ينبغي ان ينصب فقط علي المضمون وانما يستهدف ايضا الشكل،فعلي الرغم من التقدم الكبير في اساليب نقل الرسالة الي الجمهور،الا ان خطبة الجمعة لا تزال تقدم بالشكل الذي تلقي بة منذ عدة قرون،واضاف ان خطبة الجمعة تعد العماد الاول في تجديد الخطاب الاسلامي لذا تبرز اهمية تطويرها.

ورأي ضرورة مواكبة ما حدث في تطور نقل الخطاب بوجة عام، بالاستعانة باحدث تقنيات الاتصال لنقل المعلومات،كالصور ومقاطع الفيديو،والرسوم و الخرائط مما يساعد علي تطور الخطاب الديني وعدم جمودة.

وقد استدل علي ذلك بان النبي (ًص) قد استخدم الوسائل الايضاحية في عصرة وهو يعلم الصحابة،بالاشارة باصبعية السبابة والوسطي، وهو يقول انا وكافل اليتيم في الجنة وكذا وهو يمسك (ًص)عودا ويخط خطا مستقيما علي الارض،ثم خطوط متعرجة ويقول لاصحابة الخط الاول هو خط اللة تعالي اما الخطوط المتعرجة فهي خطوط الشيطان.

واوضح في مقالة ان بعض الباحثين ومنهم الشيخ احمد علي سليمان يؤيد اقتراحة  بالاستعانة بوسائل الايضاح،خاصة في خطب الجمعة المتعلقة بامورالحج والاضحية واخراج الزكاة و الاعجاز العلمي للقران الكريم والمخدرات والفتنة الطائفية،وقضايا اجتماعية اخري.

 وانتهي اخيرا في رأية ان هذا الاقتراح قد يثير تخوف علي المسلمين بهيبة الخطبة،وراي ان يتم ذلك في البداية بشكل تجريبي لقياس مدي نجاحة،مع   امكانية تنفيذة في الدروس الدينية والمحاضرات التي يقدمها علماء الدين.

-من المصادفة في الامر ان هذا الراي قد راود فكري من قبل،وتناقشت فية مع عدد من علماء الدين الاسلامي بالازهر والاوقاف،واللذين كان رأيهم جميعا لا يحبذ هذا الاقتراح،خاصة في خطبة يوم الجمعة،وان كان البعض منهم يري امكانية تطبيقة في المحاضرات و الدروس الدينية التي يقدمها علماء الدين(واعتقد ان ذلك مطبق بالفعل في كثير من المحاضرات و الدروس).

 وقد استند المعترضون علي هذا الاقتراح،ان استعمال وسائل الايضاح في  خطبة الجمعة تخرج المصلين عن السكينة والهدوء والانصات للخطيب والامر الذي قد يؤدي الي حدوث نقاش وحوار اثناء الصلاة ويفسد علي المصلين صلاتهم  (الحديث الشريف” من مس الحصي فقد لغي”).

ويستند البعض من المعترضين الي حديث الرسول(ًص)”من احدث في امر ديننا ما ليس منة  فهو رد” واضاف البعض ان مدة خطبة الجمعة لا تكفي لعرض وسائل ايضاح،سواء بالكلمة او الصورة،مع احتياج هذة الوسائل الي تكنولوجيا واجهزة حديثة وامكانيات مادية باهظة،يتعذر تدبيرها بمساجدنا.

ويري البعض الاخر ان ذلك غير جائز شرعا من باب سد الزرائع حتي لا يفتح  الباب علي المسلمين في امور كثيرة،قد تخالف المنهج الصحيح للدين و السنة النبوية المطهرة.

وعلق البعض ان الازهر و الاوقاف يقوما بتدريب الائمة علي كيفية القاء خطبة الجمعة،مع الاستعانة في تدريبهم بوسائل ايضاح عصرية متاحة،وتقوم وزارة الاوقاف بتصوير هذة الخطب ونقلها بلغات عربية وانجليزية وفرنسية واخري مختلفة.

ان الخطيب او الداعية ببلاغتة وحسن ادائة يستطيع ان يصور للمصلين ما يعبر عنة بالكلمات ويحلق بهم في محيط افكارة من واقع الاستشهاد بالقران الكريم

و السنة النبوية المطهرة. بسم اللة الرحمن الرحيم (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ(20) صدق اللة العظيم.

اخيرا اعتقد ان الامر مطروح للنقاش ومطلوب الرد من علماء الدين الاسلامي     والازهر و الاوقاف كي يتسني لنا معرفة مدي صحة الاجتهاد في الراي في هذا الشان،المتعلق بتجديد شكل الخطاب الديني وشكل خطبة الجمعة اسبوعيا.

وفق اللة علماءنا المسلمين الي ما فية الخيرلصالح الدين وصالح البلاد و العباد.

واللة ولي التوفيق

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى