مواهب بلدنا

قبلة الوداع.. قصة قصيرة بقلم : سها طه عوضين

قبلة على مشارف الموت ،صراخ حاد يملأ الأجواء…رياح عاطله فى القلوب
بكل هدوء تتباطئ سرعتها، تتوقف نبضات القلب ليتدخل شئ آخر ويشعر بما يحدث ؛رؤية سريعه ليغلق ذالك الجفن بشدة وكأنه يربط فوق ذلك القلب وكأنه انتقل إلي أعلى الوجه ولا علاقة له بالجزء الأيسر من الصدر.
توقف حركه التنفس حتي تستعد الرئتان لأخذ كميه مهوله من هذة الرائحه ولا سيما تحاول أن تقوم بتخزينها إلي مجهولها..تحاول أن تتماسك لأكبر قدر ممكن حتى تستطيع أن تصمد أمام كل هذه العتاد ، أمام كل هذة الأعداد المتواجده كى ترى ما يحدث، كي تراقب ماسيمر خلال تلك الآونه؛كي تستعد قلوب أن تبكي وأخرآها أن تضحك ؛لأجل أن تري صراخات كاذبة ،وعيون ضاحكه، لكي تستعد أرواح لبدأ تلك المعركه التى زاولت أحكام السبع أراضيين..قلوب تصارع الموت؟!
تهلك أرواح على روح قد ذهبت ورحلت فلماذا!!!!
قبلة دافئة تعل هذه الجبهة الدافئة، رحيق ينتشر بهذة الغرفة، أصوات تنادى بأعلى صوتها ،بأعلى مابها؟!
هيا يآبنتي !
صمت يعم الفؤاد ….
هيا يآبنتي ،فهكذا يتألم؟!
لا صوت يصدر؛ فلا هناك روح ولا قلب لينبض! جسد نائم بكل ما يحمله من براءه، بكل ما يحمله من وجه البسمة تملؤه، نور يشع وكأن القمر رفض السماء وآتآه جبينه، طفل سبقه مسكه الفواح عطره ، وكأنه قد حضر وولد بين جناحين من الملائكة وكأنه قد هيئ ليرسل مهمة قد باتت فى كهوف النعيم وفردوسه ،وكأنه نجم لم تسعه الاجواء فاستعد مهاجرا لموطنه من جديد …!
لم تسع السماء نجومها فهاجرت إحداهم إلي الأرض، إلي غرفة يملأها الظلام والبكاء والصراخ ؛بجانب مجموعة من الأضواء العطرة تلك ؛ لتذهب هى فتجدها ذاك الذي مازال رافضا البكاء ، رافضا للدمع أن يسيل على قلبه الذي فض من البكاء إلي غرفة خاصه فتحمل إحدى رداءاته المعتادة ؛ فتقوم باحتضانها داخل ذالك الفؤاد ، تشتم ريحها كي يملى جوفها بما قد بقي ، بما قد ثري ، ومسلسل الأيام يقوم بعرض خاص أمامها ؛ فمهما حاولت الصمود لا مفر من قبولها تلك الحقائق المزيفه ، فقد انتهى الوقت وهلك مايسمي بذاك فؤادها ، هذه اللحظه خانها الدمع فقد سال دون اذنها ؛ دون مبالاة بها ، فما كان هناك صراخ ليصعد ،ولا عليل كي يتأوه!!
فقط بقي الدمع يسيل وينهمر خلال وجه صممت وظل مصمتا!!
قلب صامدا رغم السهام الجارحه التى قد وجهت له
كانت الحرب غير عادلة، فحرب السماء ضد قلب واحد غير عادلة تماما ، وكأن السماء وقمرها حتما أعلنا الحرب على نجومها؟! فما بقي سوى نجم وحيد متفرقه أجزاؤه ، والأخريات تتأوه لما صابه..لم تكن تعلم تلك النجمات فى البدايه بأنه رحيل أو أنه قد بقي ولكنه كان داخل عتمته فقد اختاره القمر ليبقي منيرا بجانبه…كي يعينه علي الحياة من جديد …ولكنها فقط حياة اخري جديدة، ولكنها تمده بالقوة كي يستعد ليوم اللقاء….
إناء القلب قد سال دمعه
رحيق يتخبط بحره بموجه
كأن تلك الجدران أصابت ما كانت تتمناه يوما …….؟!
كأنها تمنت لو ليوم واحد أن تكون معتمه ذات حائل بينها وبين الأيام تلك وتلك لم ترد يوما للأيام أن تجتازها أو أن تقدم لها ولو جزء صغير من الضياء، أحبت العتمه بكل مايحويها من معاني، عشقت همس الظلام فى نسيم الليل بكل أنآته….ويوما ما رأت غزوا قد تهالك عنده النسيم وتوقف الريح كان سببا أساسيا فى انهيار تلك الجدران ولكن لم تعى حينها ماعليها فعله ؛ سوى أنها بعد وهلة ولنقل عدة دقائق معدودة أفاقت لتري أن تلك الجدران قد أزيلت أو أنها قد دمرت بكل معانى الدمار .
فزوالها كان أشبه بقيام موطن يابس ليرتوى من ضياء النهار ولكن رغم كل هذه العتاد ورغم هذه الغزوات كانت على استعداد تام بأن تبقي ضمن ضوها وضياءها، فما بالها إذا قسي الظلام يوما أو أنه اجتاح ضياءها، فكان شر مدمر لها وبعتادها ؛لا هان عليها يرقات بريه ولا يمامات حريه كل ماعاتها حينها كان فقط كونها باقيه مترصده ومتخفيه ضمن تلك الجدران وهذه العتمه وهذا الظلام….فأصبحت سماء بلا نجوم ..لم يعد يزيقها شمس صباح فقد غابت ولا أتى القمر فقد خابت لظنونها بكيفيه صمود القمر دون إتيان ربته….
دون ان تكون شمسه حاضره …فقد اعلن الظلام انتصاره وظل بينهم منتصرا.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى