الرئيسيةكتاب الموقعمقالات

دكتور وجيه جرجس يكتب لـ مباشر القليوبية .. القصة الحقيقية لـ حكاية ياسين وبهية

ياسين وبهيه الحكاية الحقيقية لم تكن أكثر من جريمة اغتصاب.. نعم.. ياسين اختطف بهية من أهلها وذهب بها إلى الجبل حيث قام هناك باغتصابها وإجبارها على معاشرته جنسيًا حتى أنجبت له ولدًا أسماه عربى.خطف واغتصاب وفعل فاضح فى التاريخ سرعان ما أحاله البعض منّا إلى قصة حب مدهشة وخرافية تستحق أن تحفظها مصر ويتناقلها أهلها جيلاً بعد جيل
(يا بهية وخبريني . . ع اللي قتل ياسين
ياسين سفاح احترف مهنة القتل بالأجر)
للاسف حلم الشعب في ظهور البطل الفارس حتى لو كانت القصة الأصلية خالية من كل عناصر البطولة والشرف ياسين
الشريد الطريد الملثم طيلة الوقت.
والمفارقة أن قاتل ياسين هو اللواء محمد صالح حرب وزير الحربية فى حكومة علي ماهر باشا والذي قتله بنفسه عام 1905
ويقول اللواء صالح حرب عنه إنه أعنف شقي وأجرأ مجرم مشى على أرض مصر في زمنه، كان قاتل يقتل لأجل المال أو لأجل السيرة والصيت عنه بالرعب بين الناس أو أن تُحكى حكاياته على الربابة، وكان الناس يمتنعون عن الخروج من منازلهم ليلًا خوفًا منه، وكان يتحصن في الجبال والكهوف والمغارات،.وقام اللواء صالح حرب بخدعة أن ربط حزمة من البوص وأشعل فيها النار ورماها داخل الكهف الذي امتلأ دخانًا فاضطر المجرم ياسين إلى الخروج مطلقًا الأعيرة النارية التي أصابت أحد الجنود قبل أن يقتله” صالح حرب ” ولكن الضابط الهمام، والذى كان ينقذ القطر كله من شر ياسين، قد عاجله برصاصات أربع، نفذت إلى قلبه
. (انظر جريدة الأهرام فى عددها الصادر يوم التاسع من شهر ديسمبر عام 1905).وبعد موت ياسين دخل الرجال مغارته المظلمة وإذ بهم يكتشفون داخلها امرأة (بهيه) تصرخ وبجوارها طفل يبكى.. فلما عرفت المرأة بموت ياسين حتى انطلقت تزغرد تعبيرًا عن خلاصها من هذا المجرم الذى أخيرًا مات مقتولاً.. وقالت بهية لرجال الجيش إن ياسين اختطفها من أهلها وأجبرها على البقاء معه دون زواج
تبرأت ( بهيه) قائلة أمام النيابة ووكيلها، فى سجلات تحقيقها، إن ياسين قد اختطفها، ومن أهلها أسرها…يتضح لنا أن قاتل ياسين هو البطل اللواء محمد صالح حرب.. ضابط الجيش الذى أصبح فيما بعد وزيرًا للحربية. للاسف الشديد.
ياسين بطل الحكاية الشعبية الخالدة فى أذهان المصريين وحبيبته بهية تم تخليدهما فى الحكاية بأشكال مختلفة، مسلسلات وافلام واغانى فتغنى بها الفنان محمد طه ومحمد العزبى، وكتب عنها الشاعر نجيب سرور “ياسين واخرون.منذ مات «ياسين» في بداية القرن وحتى الثمانينات، تكررت حكايته على ألسنة الشعراء كأنها تراث شعبي، بشكل مزيف، وأشهرها موال محمد طه بعنوان «يا بهية وخبريني»، ليصبح «ياسين» بطلاً يقاوم الظلم وينشر العدل ..كتب الشاعر نجيب سرور رواية شعرية بعنوان «ياسين وبهية»، ثم أنتجت السينما المصرية فيلمًا بعنوان «بهية» سنة 1960 عن سيناريو للأديب يوسف السباعي،
د وجيه جرجس
عضو اتحاد كتاب مصر

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى