أخبار القليوبيةالرئيسيةعاجلكتاب الموقع

عامل نفسه من بنها .. استهلال لابد منه


مقولة انتشرت فى الآونة الأخيرة وسرت سريان النار فى الهشيم، وراحت تنتقص كثيرا من بنها العسل وتحط من صفات أهلها ويقصد بها ” الاستعباط ” او ” الطناش ” ووصل الأمر لاستخدامها كعناويين ومنشتات فى بعض وسائل الاعلام وهو الامر الذى اثار ابناء القليوبية بصفة عامة والبنهاوية بصفة خاصة وخصوصا وان هذه الصفه غير موجوده فى ابناء بنها العسل ذات التاريخ الاصيل.
وهناك روايتان لأصل المقولة :
الرواية الاولى:
تعود إلى قطار الوجه البحري الذي يخرج من القاهرة ولا بد أن يمر على بنها وكانت بنها هي أول محطة بعد القاهرة، فكان الركاب الذين ينزلون محطة بنها لا يدفعون ثمن التذكرة لأنهم يركبون محطة واحدة فقط، ويحاولون الاختباء عن عين الكمسارى حتى لا يتكبدوا دفع الأجرة وحين يضبطه الكمسارى – ويجد الراكب نفسه بإزائه دون مفر- فيصطنع أنه من مدينة بنها حتى يدفع أجرة قليلة، وهنا يتغامز عليه الركاب العارفون بحقيقة الوضع ويتندرون قائلين: صاحبك عامل نفسه من بنها.
الرواية الثانية:
تقول إن الركاب المتجهين إلى بنها كانوا يستأذنون من الجالسين ليسمحوا لهم بالجلوس هذه المسافة التي لا تستغرق دقائق معدودة بعدها ينزل البنهاويون ويستأنف ركاب وجه بحري جلوسهم في القطار ومن هنا ظهرت الحيلة التي لجأ إليها أغلب الركاب المتوجهين لمحافظات أبعد للحصول على مقاعد حيث جرت عادة الإستئذان من الجالسين في القطار ليسمحوا لهم بالجلوس مكانهم بحجة أنهم سيغادرون القطار في محطة بنها ولأنها محطة تقابل خطوط قطارات أخرى .. فالقطار عادة ما يغادره ركاب كثيرون معظمهم ليسوا من أهل بنها الذين إستأذنوا للجلوس فيجد من قاموا من مجالسهم أنهم يستانفون الجلوس ولكن في غير مقاعدهم التي تنازلوا عنها وعلى مثل هذا صار الأمر فمن أراد أن يجلس على كرسي قطار مزدحم يعمل نفسه من بنها.
فصاحب المقولة لا ينتمى لبنها بل يدعى بنهاويته، وأطلقوها على أى شخص يحاول أخذ شئ دون وجه حق وأن ينسبه إلى نفسه ولمواقف مضحكة تقوم على الاحتيال وتندرا على الشخص الذى يصطنع الغفلة ويغض الطرف عما حوله، وكأنه لا يعنيه بحال من الأحوال .. وإلى الناس «التي تستعبط والفهلوية» التي تحتال وتكذب على الآخرين للحصول على مالا يحق لهم، وامتدت الى كل من يتجاهل الحقيقة ويتظاهر ويتعامل بعكسها في زمن تغيرت فيه المفاهيم وصار الكذب والفساد شطارة، الاستيلاء على المال العام بلا حق أمراً مشروعا والاحتيال على البسطاء لنهب شقاء العمر مهن رائجة .. ولا تخص أهل بنها تحديدا، إنما هى جناية الموقع الجغرافى على المدينة.
وأن جئنا للحقيقة فكلنا الا من رحم ربى مدعين (عاملين نفسنا) لنبدو ذلك الشكل الظاهرى الذى يراه الناس، ولو اطلع الناس على ما فى قلوب البعض وحقيقتهم، لما تصافحوا إلا بالسيوف بدلا من الابتسام والمصافحة بالايادى. فإياك والتباهى بصلاح أمرك واستقامة مسلكك، وتذكر بأنك مستور!
وإذا أُعْجِب الناس بك, فإنما أُعْجِبوا بِجَمِيْلِ ستْرِ الله عليك .. فكلنا حاملون للعيوب وأسوأ مما نبدو ولولا رداء من الله اسمه الستر لانحنت أعناقنا من شدة الخجل.
‘‘ كنت أصلي في الصالة بجوار باب الشقة، ومددت ضهري على الأرض بعد الصلاة، وكل فترة اسمع شخص يفتح الاسانسير، وآخر طالع وغيره نازل، وأنا عادي على الأرض .. حينها سألت نفسي : – ماهى أهم قطعة خشب في الشقة كلها ؟!
– رديت على نفسي إنها (باب الشقة) بالتأكيد..
لإنه لو يكن موجود لما احسست بهذا (بالأمان)، لإنه لا يرانى أحد! .. ولا يرى أحد ما بداخل الشقة مرتبة أم غير نظيفة، ولا يرى احد منظرى، وما ألبس وما أعمل. قد نحتمل إلا يكون في الشقة أكل، أو ماء ،أو كهرباء ، أو أثاث نهائى لكن مستحيل أن نتقبل بأي حال من الأحوال أن الا يكون باب الشقة غير موجود، مستحيل إلا لو أنت قاصد تشيله !
ما وقع في قلبي حينها: إن، (باب الشقة)، هو (ستر الله) لنا
وإن الشقة هي أنفسنا .. قد تكون أنفسنا غير مخلصة، آثمة، غافلة، عاصية، ……. إلخ ولكن لا أحد كائنا من يكون يرى ما في أنفسنا لإن ستر الله مسدل، ولا ينزع (باب الستر) عن أحد، إلا لمن نزعه بإرادته. لا ينزع اللّٰه ستره إلا لمن بارزه سبحانه بالمعاصي وجاهر بها.
فقد تعيش من غير مال، ولا عيال، ولا زواج، ولا ولا، لكن مستحيل تعيش من غير(ستر) .. عندها لن تشعر بأي نعمة عندك ولا (بالأمان) إلا لو الستر موجود .
فالحمد لله دائمآ وأبدآ على ستره، اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض، ولا تفضحنا يوم العرض عليك، اللهم إنا ماعصيناك استهزاءا بك سبحانك ولكن سولت لنا أنفسنا فاسترنا واغفر لنا.‘‘
يقول د مصطفى محمود: البواطن التى نجاهد فى إخفاءها هى حقائقنا، وليس ما نرتدى من ثياب؛ او ما نقول من تصريحات.
فلو كانت أخلاق الناس تشبه منشوراتهم على وسائل الانفصال الأجتماع، لكنا ننام ونترك باب المنازل مفتوحة.
فما اصبح يملأ نفوس الناس اليوم صار شيئا مفزعا .. ومن رحمة ربنا إنه مستورا !! .. فعندما تجد نظرة الحب الحقيقية في المطارات، والندم الحقيقي تجده في المقابر، والدموع الحقيقية تجدها في الجنازة والدعاء من أعماق القلب تجده في المستشفى، حينها ستدرك أن مشاعرنا صارت مزيفة، لأننا ببساطة لا نعرف قيمة بعضنا إلا في النهايات .. فخيرا لك إن تقدم وردة في وقتها أفضل كتيراً من ان تحضر نجمة من السماء بعد فوات الأوان، أن تقول كلمة حلوة في الوقت المناسب، أفضل كتيراً من ان تكتب قصيدة بعد ما تختفي المشاعر، فلا فائدة من أشياء او مشاعر تأتى متأخرة، فهى كقبلة اعتذار على جبين ميت.. فلا تؤجلوا الأشياء الجميلة، ولا تكتموا المشاعر وتقتلوا الأحاسيس بداخلكم فقد لا يأتي أوانها مرة أخرى.
ففى حديث أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلُم عنهم ويجهلون عليّ، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفُّهم المَلّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.
نأخذ من الحديث أربع كلمات فاصلة (لئن كنت كما قلت) حكمة تستوجب الاستماع من الطرفين، وأن ظاهر بعض الاقوال غير الافعال.
فالعبرة بالخلوات أما العلن فكلنا صالحون ..
‏” كثرت هواتفنا النقالة، وقلت مكالماتنا العائلية !
امتلأت عدساتنا بفلاتر التصوير، وجفت ملامحنا من ماء الوجه !
وبحسب جيجا بايت احتياجاتنا النفسية، بتنا نطفئ ونشغل واي فاي العاطفة، لعل وعسى نجد إشارة ذات سعة عالية من باقات الحب، كي تتصل براوتر القلب لشحنه باللهفة ! ”
أتلفت حولي دائماً في دهشة متأملاً إختلاف الطبائع في صنوف الحيوان ..مكر الثعلب، ووفاء الكلب، وشجاعة الأسد، واندفاع الثور، وصبر النملة، وتحمل الحمار، وغضبة الجمل، وانتقام الفيل، ووداعة الحمامة، ورقة الغزالة، وتلون الحرباء، وغدر النمر، ولؤم الضبع، ودناءة الخنزير .. فأرى كل هذه الطباع التي تفرقت بين أجناس الحيوان .. قد اجتمعت في الإنسان .. وأحيانا أراها في الإنسان الواحد تختلف عليه مع اختلاف الأحوال والمناسبات .
فحياتنا يلخصها سطر واحد فى كتاب الله:” وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ”
اللهم إن كثرت ذنوبي فاغفرها وإن ظهرت عيوبي فأسترها، وإن زادت همومي فأزلها، وإن ضلت نفسي طريقها فردهآ إليك رداً جميلا.
صار حالنا عبارة عن (اضحك عشان الصورة تطلع حلوة)
حزين، مهموم، جائع و…. المهم أنك تضحك من أجل الصورة وتوثقها وكله تمام يا فندم. الصورة فقط هي ما نسعى لتجميلها.
استعرض في قذف ذهنى ربما متواصل او منفصل في محاولة للوقوف عن سبب تلك المشاكل والأوضاع الاقتصادية والأخلاقية والدينية المتردية؛ علها تفيد او تسهم في حل تلك المشاكل والأزمات المتراكمة التي لا يكفيها كتاب او عدة مجلدات او عدة مؤتمرات لحل مشاكل مصر العميقة القديمة، التي تستلزم نهضة شاملة على كافة المستويات والمجالات من أولها وآخرها التعليم وما يسانده من صحة جيدة وضمير حي واعلام هادف لشعب واع، فالشعوب التي لا تملك وعيا تصبح قطيع غنم يسوقه اعلام لا يملك ضمير، فالأعلام الفاسد .. كالساحر وقد كانوا في العصور الغابرة حتى اليوم للملوك والسلاطين سحرتهم وساحر النظام العالمي هو الاعلام المتحكم فيه اليهود في علوهم الثاني (وجعلناكم أكثر نفيرا).. ويحاول ولاة الأمور الاضلاع بمسئوليتهم للخروج من هذا النفق المظلم، ولا يكونوا كغيرهم من بنها وقد صارت الناس تكذب بكل صدق وتغش بكل ضمير وتنصب بكل امانة وتخون بكل اخلاص.. فمصر محتاجة لرئيس أمين وعادل وشعب عنده ضمير يتقى ربنا وتكون أخلاقه أساس التغيير :
[ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ] (الرعد:11)
فاننا نلوم الحكومة والرئيس على افعال، نفعلها على المستوى الشخصى. فلن يتغير كل مما نحن فيه الا بتغير سلوك الفرد، واضلاع كل ولى أمر برعيته سواء من الشخص نفسه، والأب على اسرته والمسئول عن رعيته.
نستعرض فى هذه السلسلة بعض بنهاوية المجتمع المصرى (أن جاز التعبير) وبعض ما نخفيه أو ما يسترعنا ونظهر خلاف ما نبطن .. نستعرض معا: متى تعمل نفسك من بنها؟ .. ومتى لا يصح أن تعمل نفسك من بنها، واستعراض اوصاف بنهاويتنا .. كأن تعمل نفسك: شريف أو وطنى أو متفاجئ أو تصلى أو محجبة أو استرونج وومن أو أب أو بار بوالديك أو شيخ أو تحب الرسول أو مصلح أو متدين أو ميتافيرس أو متخلف أو تقدمى أو فهلوى أو قائد أو عبيط والى غيره من الاوصاف التى تحاول ان تظهر بها.
من خلال اراء شخصية أومنقولة تعبر بصدق عما نحن فيه بقصد التنبيه راميا من خلاله محاولة المرء اصلاح ذاته أو اصلاح من حوله بهدف اصلاح المجتمع ككل، وان كنت اراها محاولة صغيرة الأ انها محاولة على الطريق، اعاننى الله وهدانى وهدى المولى الجميع للحق والرشاد، استمد بعض القصص من وسائل التواصل الإجتماعى، نذكر مصدر بعضها والآخر منقول غير معلوم المصدر، لكنه مفيد لموضوعنا ومدعمة .. لذا تجد بعضها متداول مرعليك أو مكرر ولكن دائما فى التكرار تذكير وأفادة.
السيد سعيد علام

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى