كتاب الموقع

مدحت منير يكتب: شريهان ..وقصر الذكريات

..لا أظن أن إعلانا رمضانيا يمكن أن يحقق هذا النجاح الأسطورى الذى حققه إعلان شركة “فودافون” بإعلانها الذى قدمته النجمة الإستعراضية ..الملكة المتوجة على عرش ملايين القلوب “شريهان” ولأن الشركة كانت تتوقع هذا النجاح المذهل فقد وافقت على كل شروط النجمة الكبيرة التى نشرتها “أخبار اليوم” ونقلتها عنها باقى الصحف والمواقع ووكالات الأنباء ..لماذا ؟ لأن الشركة تعلم أنه رهان كسبان وأن مجرد إطلالة “شريهان” ستخطف ملايين القلوب والعقول لأنها محبوبة للجيل الذى عاصر بدايات “شريهان” الفنية ومحطاتها السينمائية والتلفزيونية والمسرحية الهامة وأهمها على الإطلاق بالطبع محطة “الفوازير” التى أحبها الجميع سواء من شاهدوها فى وقت تقديمها أو الأجيال التى جاءت بعد ذلك وشاهدوها وهى تعاد كثيرا على الفضائيات أو على شبكة الإنترنت العنكبوتية وتحقق ذات النجاح رغم إختلاف الأذواق وتطور شكل الإستعراض والخدع التلفزيونية التى كانت تصنع بشكل بسيط وقتها إذا ما قارننها بخدع الوقت الحالى وخاصة مع إستخدام تكنيك “الجرافيك” الغير محدود الإمكانيات ..إن ذلك يعود بالأكثر لخفة ظل “شريهان” وإمكانياتها الكبيرة كفنانة شاملة ترقص وتمثل وتغنى فتجذبنا إليها فى كل الأحوال بإطلالة و”كاريزما” ربانية تذكرنا بإطلالة السندريللا الأسطورة “سعاد حسنى” وملكة الفوازير “نيللى” ..أما الجانب الذى بدا واضحا من التعليقات على الإعلان أن النجمة الجميلة جعلتنا ندخل قصر ذكرياتنا الذى ودعناه منذ سنوات طويلة نتيجة حالة “الكأبة العامة” التى سيطرت على مجتمعنا منذ سنوات ربما يقارب عددها سنوات غياب النجمة الجميلة نتيجة الظروف المادية الطاحنة وزيادة الأزمات العامة والخاصة المحيطة بنا ..بمجرد ظهورها فى أول رمضان فى الإعلان عدنا معها لقصر ذكرياتنا الذى علقنا على جدرانه كل لحظاتنا السعيدة المرتبطة بهذا الزمن الجميل ..أخيرا أظن أن هناك سبب أخر لنجاح الإعلان وهو عبقرية الفكرة التى تتحدث عن العزيمة والإصرار فى مواجهة أزمات الحياة مقدمة لنا المثال الحى فى بطلة الإعلان نفسها التى تعرضت لحادث سير أو ما شابه سبب لها كسر فى العامود الفقرى مما أبعدها عن الفن الذى تعشقه لفترة طويلة ثم عادت للأضواء مرة أخرى بنفس قوتها ونجوميتها كنجمة إستعراضية فى الفوازير ومسرحيتها الناجحة جدا حتى تاريخه “شارع محمد على” لكنها كانت على موعد جديد مع القدر حيث أصابها سرطان الغدد اللعابية عام 2002 فى وجهها الرقيق لتبتعد مرة أخرى عن الفن وتعتزل الأضواء ..وها هى تعود فستقبلها قلوب الجيل القديم الذى عادت به لقصر ذكرياته الجميلة وقلوب الأجيال الجديدة التى ترتبط بها من أعمالها المطلوبة بشكل منقطع النظير خاصة الفوازير على كل الفضائيات ومواقع الإنترنت وعلى رأسها الموقع الأشهر “يوتيوب” ..وبعد فشكرا للشركة المعلنة التى راهنت على شعبية النجمة الكبيرة فكسبت الرهان ..وشكرا ل”شريهان ” لأنها أشعرتنا بعودة زمن البهجة الذى تسرب مثل قطرات المياه من بين أصابعنا ولو لدقائق قليلة هى زمن عرض الإعلان الرائع والمتكامل فى كل عناصره الفنية على الشاشة..

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى