شباب ورياضهلفت نظر

حديث بين عصفورتين بقلم : سها طه عوضين

بقلم : سها طه عوضين
بين رحلات الصباح خطوات متنقله بين حواري القاهره العامرة ، وتلك الشاغرة بازدحام المشاة المرتجلون والمتنوعون بين البواخر والمراكب والدواب المتنوعة ، هناك عالم أخر لا ينتبه اليه الاخرون ، وريثما لا يعرفون عنه شيئا ، هناك عوالم خفيه صغيرة ربما لديها ايضا مايشغلها ، تنتظر الصباح لتبحث عن ماوى لها ، تبحث عن تلك الأشياء التي يفعلها البشر لكن دون أن يلقي اليها احدا بالا ، عالم لا يكاد يتسع له العالم الخارجى ربما شجره او شجيره او حديقه صغيره تكاد تكون هى الموطن الاساسي لهؤلاء ، أحاديث متتاليه واحداث تتلوها أحداث بين تلك الطيور وماتعانيه أيضا من حروب واحداث متعدده.
كان صباح جديد بين زقزقه العصافير وفجرا جديدا يلوح برياحه كيفما واينما شاء تبدا بعض العصافير يومها فى ابقاء فراخها الصغيره دافئه تاركه لموطنها دون امان فقط كى تاتي لهم بالطعام كى يقووا على البقاء صامدين ، لا تعلم ماسيواجهها بالخارج ولكنها على ستعداد كامل بما ستواجهه لاجل صغارها ، تركت الصغار وقامت بالطيران بحثا عن اى اعشاب او اشياء قد تفيد لاجل ان تتتم بناء عشها الصغير لحمايتهم من البرد الاتي على الابواب فليس لها سوى صغارها وهى وحدها القادره على حمايتهم ، من سيهتم غيرها ان كانوا بخير ام لا ، كان منهم مريض او لا لا احد يهتم كل له عشه الصغير الدافئ لا يبالى بما يحدث خارجا .
وقفت العصفوره الصغيره على احدي الحقول تلتقط بعض الاعشاب وبعض من الحبوب وحدها حتى رات سرب من العصافير الاخري واقفون ويزقزق بعضهن فى صمت والاخر يظهر بعض من الشفقه والاخر ينظر ويذهب وكأنها اقترفت شئ خاطئ او كانها ذنب بين ذنوبهم المنتشره ، زقزقه العصافير مازالت تعلو وتعلو ولا تجد من يلقي اليها بعض من الحبوب او الاعشاب التي تجعل من عشها قويا ، فقط الجميع يقف بعيدا للرؤية ينتظر الاحداث القادمه كى يري وينظر ويرضي فضوله المختل .
ذهبت العصفوره ومعها بعض الاعشاب والحبوب الصغيره ودمعها يصارعها ولكن لا تزقزق سوا بالحمد والشكر لله الذي انعم عليها بالقوه لتحمل كل تلك الصعاب، ماذا ستفعل اذا كان هناك من احتل موطنها ومعلنا ومصدقا بانه حق رغم انه أخذ بالقوه والحيله وذهب سيدها ورب عشها الصغير حتي بقت وحيده تصارع الحقول بما يحدث داخلها .
ذهبت الي احدي صديقاتها تشكو لها ماحدث تحدثها عما يجري بالخارج وما تواجهة م صعاب كالعادة ولكنها الملجا الوحيد الذي تلجا اليه لتفضي مابداحلها وقد بدا الحديث كالاتي
العصفورة الصغيره :(صوصوصوصوص صووو صيييص صاااو صوووناصووو)
لتجيبها الصديقة فى حال عابس : (صوووووصيسااااووصوووصوووناااسييي صوصااا)
العصفورة الصغيره : ( صيسوووووو وصوصوصوصوصوصووو……………………)
لتمح صديقتها دمعها برفق وتضمها بين اجنحتيها الصغيرتان وتبكيان سويا وتحدثها عن المستقبل وصغارها وتاملها بان هناك صباح جديد لكل مساء لا ياتى سوى بالظلام فاتنتظر
العصفوره الصغيرة:( صوصووصوصوصوصوووووصوصاصااوووووسييسيسووويس..)
ويطول الحديث لتخل العصفوره التي تكمن بجانب عش صديقتها فتري العصفوره الصغيرة تبكي فتحاول ان تهدئها وتبدا بالزقزقه هى الاخري لتحدثها عن مدى معاناتها هى الاخري فى هذي الحياة وأن الضعيف لا يستمر بل يذهب فى طريقين من الحزن اما الموت او المرض وكلاهما لا يفيد صغارها الوحيدون الائي يحتجن لمن يهتم بهن ولكن هذا القدر ومن يستطيع ان يرفضه ويعاديه فليس كل مانريدة نحصل علية .
ينتهى الحديث فتطير العصفوره الصغيره الى عشها وفراخها لتتحدث صديقتها هى الاخري من خلفها .
الصديقه : (صوووصوووووووووصااااارااااااسننتياااااصوصووصوصصووصوووووووماس)
الجاره: (صوصوصوصووصوصوصوصووصسوسوسووسوسيساااااااووصوصوسووسووو)
خائفه من ان يري سيدها ورب بيتها هذي الصغيره فتروق له فكلما اتت كلما كان عشها يواجه خطرا فتحاول ان تذهب سيدها حتى تنتهي من لقاء صديقتها الصغيره لتحدثها الجارة عن ان خوفها بلا جدوى فبما تفكر هذه العصفوره التي بلا عقل بينما الصغيره اتخذتها صديقه تشاركها همها وتشكو اليها ضعفها وهوانها وقله حيلتها ، لتصبح العصفورة الصغيره لم تطر بعد وقد سمعت كل احاديث صديقتها ، فتطرق بابها خفيه وتنظر اليها فى صمت وتبكي ثم تحدثها
العصفوره الصغيره : ( صوصوصووصوصوصوصوصوصوووووووووووووواااااوووصو)
الصديقه: ( صاص_________________________________________
لم تستطع ان تكمل زقزقتها الساخره حتى تلقت جملتها الاخيره من العصفورة الصغيرة .
العصفورة الصغيرة 🙁 صوصووصوسسسسيسييييياااوصوو)
محدثه اياها بان تلك الصداقه قد انتهت وانها نادمه على ان صادقت مثل هذه العقليه المريضه لتتركها وتذهب الي عشها تبكى فى وحدتها هى الاخري ، ربما هذا الصدام قد اضعفها واحزنها قليلا ولكن اعطاها القوة لما سياتي بعد الان .
وبعد عدة اشهر توفي سيد الصديقه وبقت وحيده هي الاخري بصغارها لا تعلم كيف ستواجه هذة الحياه بمفردها حتي تذكرت صديقتها الصغيره التي اهانتها حتى ذهبت اليها وتبكي لتحتضنها الصغيره وهي تحدثها عما ستواجه فى تلك الحقول ربما تلك الغابه بما لديها من حقوق ستنتهك وحروب تصدها وكل هذا فقط كى تأمن لصغرها عش صغير يحميهم برد الشتاء وغدر الطيور المفترسه التى تنتظر الفرصه لتنقض فوق صغارها وفراخها الصغيره وبدأ حديثهن من جديد وكان الرياح تعيد نسيمها من جديد وتنتهك عش صغير اخر لا ماوى له ولا حام , كذالك هم بعض البشر لا يشعرن بمدى قهر العالم الا حينما يواجه البعض بذاته , بعض الحقوق تنتهك وبعض الاعراض ولكنها دائره تنتهى حيثما بدات وكل بداخلها ماهو الا طائر او بالكاد عصفوره .
بقلم : سها طه عوضين

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى