المرآة

رمضان عرفة يكتب.. اول عيد للام بدونك يارقيقة القلب

 

بعد ان رحلت امى الغالية فى السابع من يناير الماضى، يأتى علينا عيد الام هذه المرة وهى فى ذمة ومعية الله، وكان رحيلها بمثابة فاجعة كبيرة، أدركت وقتها ان التى كان يكرمنى الله من اجلها قد ماتت واغلق في وجهى باب من أبواب الجنة، فكانت امى هى الحنان الحقيقى بكل معانى الكلمة، فامى كانت الراحة والهناء والأمل وكل جميل في حياتي.
رحلتى يا أمى بعد ان أديتى رسالتك على أكمل وجه، كنتي راضيه طول الوقت وحامدة لله، وعلى قد صبرك وتعبك في تربيتنا أنا وإخواتي ورعاية والدنا المريض، كنتي دايماً تفرحي اللي حواليكي، اعتادت أن تضحي من أجلنا، وأن تضعنا في مقدمة أولوياتها، فوضعناها تاجا فوق رؤوسنا، وحملناها على أكف الراحة فلا نعصي لها أمراً ولا نردُ لها طلبا، حتى رحلت عنا جسدا وماتزال روحها تسكن بداخلنا.
كانت أمى نموذجا للمرأة الفلاحة الأصيلة رقيقة القلب والصلبة فى الوقت نفسه التى لا تكف عن عمل كل ما هو مفيد، ولا تشكو ولا تغتاب، وكانت تحترم الصغير والكبير ولاينطق لسانها الا بالكلمات الطيبة، هكذا كانت أمى زينب زكى حسن ــ رحمها الله، وقد افتقدتها كثيرا عندما انتقلت من قريتنا تصفا الى العيش في مدينة بنها، وعرفت كيف كان لطعامها نكهة لا تضاهى ولو فى أرقى المطاعم، وكيف كانت تطعم وترعى هذا العدد الكبير من الأبناء حتى تخرجوا فى الجامعات، وحققوا النجاح فى حياتهم، ولم يكن النجاح فى الدراسة والعمل هو كل ما يشغلها، فالأهم هو النجاح فى الحياة بالحب وتقدير الآخرين، فكانت تشعر كلا منا بأنه الأكثر تميزا، وأنه الأفضل، ويمكنه أن يحقق النجاح الباهر، فتمنحنا الثقة فى النفس، والاعتزاز والشعور بالكرامة وحب الخير للآخرين.
الأم جوهرة ثمينة، لا يعرف قدرها إلّا من كوته نار فقدانها، لذلك كونوا الحاضن الأول لها في كبرها لأنها هي التي من كانت الحاضن لكم في طفولتكم، وعليكم بطاعة وبر والداتكم لتتمكنوا من الحصول على رضا الخالق ومحبته.
اللهم إن امى في ذمتك وحبل جوارك فقها من فتنة القبر وعذاب النار وأنت أهل الوفاء والحق فاغفر لها وارحمها انك أنت الغفور الرحيم

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى