الرئيسيةمواهب بلدنا

…………………………..رحلة حياه……………………………..

قصة قصيرة بقلم: سها طه عوضين

قصة قصيرة بقلم: سها طه عوضين

أفاق من غفلته على صوت راكب قد أفاقه قائلا قد وصلنا يابنى أفق أعانك الله…….قام من رؤاه متعجبا،ذهب ملقيا كل ماخطي …بكل ماتتخبط به الحياه ،يقوم ليفق جبينه ببضع قطرات من الماء البارد ليكتمل يومه كالعاده.

مكملا يومه ،على أمل ان يتحقق رؤاه فلم يجده غير امل قد أرسل اليه من باب الدنيا حتى يتمسك به فما مر فى حياته ماهو الا لحظه والباقي ليس سوى بعض من الاحاديث التى لم تتلى بعد ،مستظلا بروح علق بها اماله واحلامه وقد اصبحت بعد برهه واقعا لا محال،قام ليحضر فطورا مكونا من خبز قديم بعض الشئ يبدو عليه القدم من اسابيع مرت دون ان يلقي احدا اليه بالا ،وشريحتان من الجبن الرومى القديم المتبقي فى البراد بضع اسابيع ثم اغلق حزمه قماشته القديمه المبعثره تلك، فتحرك بعدما انهى طعامه على صوت القطار بانه قد حان الانطلاق ،وكأن رحلته لم تنتهى بعد وكأنها بدايه الرحله، دخل القطار يبحث عن مجلسا بجوار النافذه كى يستشعر الهواء النقي ببرودته فيجدد طلاقه روحه……مشتتا اذانه بصوت صراخ طفل صغير يولد وامراه صراخها يعلو، فاذا بطفل اقبل الحياه من جديد بنظرته الساخره التى يشير بها الى الجميع وكم فرحين بما اتاهم ، لحظه السعاده الفانيه ثم الحجج الواهيه واحداث متراكمه ،ليجلس بجوار تلك المقاعد حتى هدات ثوره الفرحه التى ملات تلك الارجاء ذهب القطار مكملا رحلته فاذا به يخرج احد ازرعه ليستشعر ذاك الهواء الثائر والحرب التى تجول بين ثوران قطار لا يهدا باصواته المريعه التى تصعب الفوارق وتلك الريح التى تجاذف بكل رقتها كى لا تستسلم حتى غاب الوعى قليلا بين تلك الحرب الثائره خارجا وما يحويها من صراع لا ينتهى وان استسلم احداها حتى تثور الاخرى.
حتى هدات تلك الريح بثورانها فاذا بالقطار يهدا لياخذ رشفه من الراحه كى يستطيع ان يكمل بقيه الرحله فى امان تام ليلتقط حزامته مخرجا منها بعض الجنيهات وكانها اخر ماتبقي معه ليحضر زجاجه من المياه فاذا بطفل صغير يبكى مطالبا والدته بان تعطيه الطعام فقد تضور جوعا حتى اعطته والدته جزء من خبز رقيق لياخذه برفق مهدا من روعه فتضمه الى صدرها محاولا تهدءته حتى على صوت القطار من جديد فتحمله ارجله الى هذه الحرب التى لا تكاد تنتهى ذاهبا الى مجلسه بكل هدووء ورويه مشاهدا حربا تجول فكره فتأتى بسمته الساخره اليه مره اخرى وكانها تعلم بانها لن تهدا ولن تنتهى حتى يعلو صوت شابا يبدو عليه سن لعشرينات يحمل كتبا وروايات ينادى هذا الكتيب بخمسه عشر ،وهذا سعره عشرون وهذه الروايه ايها الشباب الضائع فكره …..هذا الكتيب ……..حتى ناداه متلهفا اعطنى هذه الروايه اذا سمحت…..فيلتقطه صوت عجوز فقير كم عمرك يابنى ؟
ليلقي الشاب اجابته:الخامسه والعشرون يابي ولا تلقي نظراتك تلك فوقي فانا متعلم خريج اثار القاهره لكن شئت وشاء القدر فما انا سوى عبد للقدر ، اعطاه نقوده وعلى وجهه علامات من عدم الرضا وذهب الشاب مكملا مابداه من عملا كى ينهى يومه بكم من القروش البسيطه مجبرا اياه على رضا الله كى لا ينحرف الى تلك الطرق الضاله التى لا مفر منها ان بدا ، وهاهى تلك البسمه تاتى من جديد وكانه يعلم!!!
ملقيا فى باله تلك الاحاديث هيا لنهتم نحن بحربنا الجواله تلك …..تلك التى لا تلقي بالا لاحد ولاتلقي بالا سوى بانتصارتها ، ومعها نحن حتى نهايه المطاف لنرى ماسيحدث!
صوت زمار القطار يعلو وكانه خصم يتلقي ضربات قاسيه فيزداد ثورانه دقيقه فاخرى وهناك المشاهدون كل منهم يجول بفكره كل منهم بدنياه لا يلقي بالا لما يحدث كل منهم يرى شيئا اخر كل منهم يستشعر شيئا اخر لا علم له بما يجول داخل نفوس الاخرووون ، حتى على صوت المنادى سوف ينتظر القطار هنا لبضع ساعات منتظرا تحويلا من قطار 67 ان ياتى اليه بجرار اخر ،فعلت اصوات الركاب ، وانا فقط من علت صوت ضحكتى اعلم بان هناك من يقل عنى مجنونا او مختلا ،وكأن شعورى اصبح واقعا فهو حقا تلقي الضربه القاضيه حتى اخذت الريح اخر قواه وماتبقي سوى انتظاره لتاتى اليه نجدته ههههه
حسنا لنترجل قليلا وناتى ونستنشق هواء نقيا بعض الشئ خاليا من تلك الحرب وهذا الثوران ،ولما لا نقل لنحتفل مع الرياح ونلقي اليها الصراخات فى فرحه هيا لنحتفل حتى انتهاء عزاءك ايها القطار.
علت اصوات الزغاريد والاغانى والاصوات الصاخبه؟
ماهذا؟ ___ايعلمون باننى ترجلت تلك الامتار لاحتفل ،عروس يحمل عروسه المتزينه برقه النسيم وتعلو اصوات الزغاريد مقبلين الى ذالك القطار الحزين وكانهم مسافرون لقضاء بعض الوقت سويا____ابتعدت تلك الاصوات قليلا حتى انتهت تلك الساعات ببرهه وكانها بضع دقائق والكل غير منتبه لما يحدث.
حان صعود القطار وعلى صوت القطار وكانه خصم جديد يهلل بقدوومه ويعلن بحماسه انه ات الي تلك الحرب المستمره انتقاما منها وثارا بصديقه المصااب او لنقل المتوفي،حسنا بدات الرحله ……………………………………………………………………..بنا لنشاهد تلك الحرب الممتعه
صوت نحيب بطيئ ،فتاه وكأنها تطلعت للامومه بسن الثلاثينات تحمل طفلا على احد ارجلها بين ازرعها الدافئه ينام الطفل بكل براءه والزوج غاضبا، ملقيا بصبابه الغضب فوقها بلا اى رحمه حتى اذا افاق طفلهما قام ملقيا كل مايحملونه ارضا ذاهبا الى باب القطار ليحرق رئتاه بكل مايؤذيها من تلك المخدرات المهلكه وتاتى البسمه من جديد ولكنها كغير عادتها فكانت ممزوجه بشيء من الحزن على شيء من العتاب ، وكاننى اعاتب شخصا ما منى قريب ؛ وكاننى حدثته من قبل وحذرته بشده عما سيحدث ولكن الان انتهى الوقت؛ ملقيا راسي الى تلك الحرب التى لا تهدا وصوت القطار الذي مازال هو الاخر يتلقي الضربات وحتما ستاتى اليه القاضيه وحتما ستزول تلك الحرب وتنتهى يوما ،حتى اتت المحطه الاخرى ليترجل الركاب ويصعد من سيصعد وينزل من سينزل الى موطنه ،فاذا بعينى تلتقط مشهدا كاد يخترق قلبي قبل ابصاري………شاب بعمر العشرينات يذهب بكل غضب تاركا عجوز وامراته الشاحبه الغير مبصره على طريق القطار

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى