مواهب بلدنا

مصطفي صابر يكتب ” وداعاً طبيب الإنسانية .. لقد ربح البيع “

 

” على الدَوْامِ لا تَغْفَلْ فَإِنَّكَ رَاحِل إِلى القَبْرِ مَرْهُون بِمَا كُنْت تَفْعَل فَإِمَّا نَعِيم فِي الجِنَانِ وَجَنَّة وَإِمَّا عَذَاب سَرْمَدِيٌ مُزَلَزِل وَلا تَنْس يَومَ الْحَشْرِ إِذْ أَنْتَ وَاقِف وَحِيد أَمَامَ الله إِيَّاكَ تَجْهَلُ إِذَا وُضِعَ المِيْزَانُ بِالْخَيرِ عِنْدَهُ فَمَأْوَاهُ جَنَّاتٌ وَخَيّرٌ مُفَضّلُ “

 

” الحسابة بتحسب “  تلك الجملة المشهورة والتي نرددها عندما نتداول اخبار عن أسعار الكشوفات للأطباء والتي نسمع ارقام يشيب له العقل وسط تلك الظروف المعيشية الصعبة ، ويشير الشعر من تداول بعض الدكاترة مواعيد محددة لكشف والتي يمكن أن تحجز للكشف بعد شهر او اكثر ، ولكن نحن أمام حاله فريدة منوعه ، طبيب استحق تلك الكلمة التي أعطاه ربه فوق سبع سموات علم ينتفع بها وينفع الشعوب بتلك العلم ويصبح سبب في رفع البلاء والاوجاع عن المرضي أنه الطبيب الإنسان محمد المشالي ..

 

 

 

 

” طبيب الغلابة ب 10 جنيهات فقط ” هكذا كان سعر اشهر طبيب للإنسانية في تلك القرن حيث لم تتجاوز الكشف ونحن في 2020 ، هكذا افني أكثر من 58 عام من عمره ليخدم الإنسانية ويطيب أوجاع المرضي ، ولد مشالي بقرية شبراتنا التابعة لمركز بسيون بالغربية ، وانتقل مع والده لمحافظة البحيرة والتي كان يعمل معلما ..

 

” مستشفى خيرية لعلاج الفقراء ” تلك هيأ اهم وصايا طبيب الغلابة خلال برنامج إذاعي والتي رفض تلاقي دعم مالي من البرنامج الاماراتي قائلاً ( اطلب بتوجيه تلك المساعدات إلى الأطفال الفقراء، معربًا عن أمنيته لاستكمال المستشفى الخيري الذي وعدته به إدارة البرنامج قبل رحيله بأيام )

 

 

” سر لقب طبيب الغلابة ” دكتور محمد مشالي عندما لقب بتلك لقب ليس من كثرت أقواله في البرامج والتسجيلات الصوتية لحديثه عن الإنسانية و الفقراء والمرضى ولكن بأفعاله القيمه والتي تجعلنا نقف تقديراً واحتراماً لتلك الراجل ، والتي جعل الكشف ب 10 جنيهات فقط لا غير وذالك لموقف مع احد المرض وهو ( حصل موقف هزني وحطم حياتي، الموقف هو ان طفل عنده ١٠ سنين وكان مريض بالسكر وأمه فقيرة جدا، فقالها يا ماما هاتيلي حقنة الانسولين أنا بقالي يومين مخدتهاش وريقي ناشف وهموت، قالتله يابني لو جيبتلك حقنة الانسولين اخواتك مش هيتعشوا العيش والطعمية، فطلع فوق السطوح وراح مولع في نفسه وقالها وهو بيموت: يا ماما انا موت نفسي عشان اوفرلك حق الانسولين وتربي أخواتي بيه، وانا علي طول جريت عليه واخدته في حضني ولفيته بالبطانية واخدته عشان أنقذ حياته، وتوفي وهو في حضني، وهذا الموقف المؤلم الذي جعلني اضع الكشف بهذا السعر لكي لا يكون عبئ علي الفقراء، ومن لا يمتلك المال ف كشفه يكون بالمجان )

 

 

” اقوال ماثوره للطبيب الإنسان ” شاهدنا عبر سوشيال ميديا العديد من التصريحات والتسجيلات الصوتية للدكتور محمد مشالي والتي ظل علي العهد مع أبيه طوال فترة حياته حتي وفاته المنية يوم الثلاثاء الموافق 28 يوليو ، وكان من أبرز واجمل التصريحات التي عبرت عن الزهد في الدنيا والعلم النافع ( انا مش عاوز حاجة سندوتش فول وطعمية بيكفوني ) (  انا فاتح العيادة تقريباً لله وتنفيذاً لوصية والدي ” واخر كلماته وهو علي فراش الموت هو يوصي ابنه ” أوصيك بالفقراء خيرا ” ..

 

والأن اقولك لك ارقد في سلام ربح البيع يا طبيب الفقراء  ، هنيئاً لك من الرحمن وداً  ،هنيئاً لك روح وريحان ورب راضٍ غير غضبان لأنك أفنيت العمر فى خدمة العباد ونفعهم ، وظلت سيرتك العطره وعلمك النافع ، وبقي الآلاف يدعوا لك

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى