كتاب الموقع

 اللواء عبد الرحمن راشد يكتب ” القوات المسلحة و الامن القومي المصري ”      

استطاعت القوات المسلحة المصرية خلال السنوات الثماني الماضية أن تحافظ على الأمن القومي المصري في ظل العديد من التهديدات والتحديات التي تعرضت لها الدولة، داخليا وخارجيا،ومرت بالبلاد من أتون الأزمات إلى مرحلة الاستقرار، واستطاعت أن تحقق المعادلة الصعبة وأن تدخل في حرب شرسة ضد العناصر والتنظيمات الارهابية، وعلى الجانب الآخر أسهمت بشكل كبير في التنمية الشاملة للدولة وتحقق إنجازات غير مسبوقة في المشروعات القومية الكبرى وفي أزمنة قياسية.

وإذا نظرنا في البداية الي التهديدات التي كانت تواجه الدولة المصرية وبخاصة بعد ثورة يناير،فسنجد أهمها المحاولات الدولية وبمشاركة عناصر داخلية إلى إنهاء أسطورة الجيش المصري كما كان يزعم الغرب، لأنه الحجر العثرة أمام مخطط الشرق الأوسط الموسع وتقسيم المنطقة، لذا فكان الهجوم عليه بشكل شرس ، ومحاولة جر القوات المسلحة الى اقتتال داخلی مع الشعب، ليتكرر نموذج سوريا وليبيا، إلا أن القيادة الحكيمة وقتها استطاعت أن تعبر بالقوات المسلحة والشعب معا إلى بر الأمان وتفسد الخطط التي كانت تدبر بتمويل خارجی.

وفي نفس الوقت تعرضت أيضا الدولة المصرية لمؤامرة خطيرة من جماعة الإخوان الإرهابية،بفتح سيناء مرتعا للجماعات الإرهابية و تسكين عدد كبير من الإرهابيين الأجانب في سيناء، معتقدين أن تلك الجماعات ستكون ظهيرا قويا لهم، وسيتمكنون من مواجهة الجيش المصري في حال أي تحرك ضدهم،كما جاءت الأزمة الحقيقية بما يحدث في ليبيا على الحدود الغربية وسيطرة بعض التنظيمات الإرهابية على الأوضاع هناك والانقسام الداخلي، مما أثر بالسلب على المنطقة الغربية المصرية، ومحاولات إدخال عناصر إرهابية إلى الأراضي المصرية من تلك الجهة، ايضا تهريب كميات كبيرة من الأسلحة لتكون في يد الجماعات الإرهابية لمواجهة الجيش والشرطة المصرية.

بالإضافة إلى محاولات بعض الدول الغربية وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على مصر بمنع المعونة العسكرية،وأيضا حجز الطائرات المصرية لديها والتي كانت تتم صيانتها، وإيقاف صفقات بعض الأسلحة، في الوقت الذي كانت فيه القوات المسلحة تحتاج إلى التطوير والتحديث لمجابهة التهديدات وحماية الحدود وأيضا السواحل الشاسعة.

وعلى الجانب الداخلي فقد مرت الدولة بالعديد من الأزمات الاقتصادية مما أثر بالسلب على الأمن الاجتماعي للمواطنين،بجانب انهيار البنية التحتية وتلاعب التجار بالأسعار مما أحدث العديد من الأزمات الحقيقية داخل المجتمع المصري.

كل تلك التهديدات الداخلية والخارجية لا تقوي أي دولة على حلها في أزمنة قصيرة إلا أن القوات المسلحة المصرية استطاعت أن تتدخل في جميع الأزمات والتهديدات الداخلية والخارجية،من أجل الحفاظ على الأمن القومي المصري بمفهومه الشامل، وهي بالطبع مهمتها الأساسية.

فعلى مستوى التهديدات الخارجية والحدودية والإرهابية، بدأت القوات المسلحة بعد 30 يونيو تنفيذ عملية عسكرية ضخمة داخل سيناء مازالت مستمرة لمحاصرة والقضاء على الجماعات الإرهابية الموجودة بها، وفي نفس الوقت ضربت القيادة السياسية عرض الحائط بجميع الضغوط من جانب الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص المعونة والتسليح، وتنفيذ أسلوب تنوع مصادر السلاح من العديد من الدول مثل فرنسا وألمانيا وروسيا، وكوريا الجنوبية ، الأمر الذي أضفى قوة جديدة الى التسليح المصري، وبجانب التطوير في التسليح، كان هناك التدريب العالي المستوى لجميع أفراد القوات المسلحة،مما دعا العديد من دول العالم إلى أن تطلب تنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات المسلحة المصرية.

كما استطاعت القوات المسلحة أن تسيطر بشكل كبير على الوضع في سيناء، وعلى الشريط الحدودي الغربي، كما تم انشاء قاعدة محمد نجيب العسكرية في المنطقة الغربية لحماية الحدود والمشروعات الاقتصادية في هذا الاتجاه، وأيضا إنشاء الأسطول الشمالى والجنوبي ولواءات مشاة البحرية ، لحماية المياه الاقليمية والاقتصادية المصرية في البحرين الأحمر والمتوسط ومنع عمليات التسلل الى داخل السواحل،وحماية حقول الغاز ومقدرات الشعب المصرى.

 في كل تلك الأثناء حملت القوات المسلحة على كاهلها التنمية الشاملة داخل الدولة،من خلال رصف للطرق والانفاق والكباري،والمدن الجديدة في جميع محافظات الجمهورية والمساهمة في توفير السلع الغذائية بأسعار مناسبة للمواطنين للقضاء على جشع التجار.

لم يقف دور القوات المسلحة عند هذا الحد بل قامت بالمساهمة في تنفيذ مشروعات من خلال جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، منها المدينة السمكية ببركة غليون التي افتتحها الرئيس السيسي، وأيضا مشروع البتلو، وأيضا الزراعة بالصوب، كل تلك المشروعات الكبرى تحقق الأمن الاقتصادي والأمن الاجتماعي، بجانب الأمني والعسكري،وجميعها تصب في مصلحة الأمن القومي المصري.

إن القوات المسلحة المصرية استطاعت في 4 سنوات تحقيق إنجازات ضخمة لايمكن أن تحققها أعتى الدول في عشرات السنين، وذلك بفضل الروح التي يتميز بها المقاتل المصرى على مر العصور. . وللحديث بقية.

 

تحيا مصر

 

 

 

 

 

 

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى