اكدت الدكتورة داليا الشربيني المتخصص في شؤون الإعلام الدولي بالهيئة العامة للاستعلامات أنه لا يستطيع أحد أن ينكر القوة والأهمية التي تتمتع بها الدراما التلفزيونية بإعتبارها شكل من أشكال الإعلام نظراٌ لقدرتها علي تشكيل توجهات الجمهور تجاه نظرته للمجتمع وتجاه العديد من القضايا ، فضلاٌ عن قدرتها علي تشكيل سلوكيات الجمهور بالسلب أوبالإيجاب .
متسائلة هل تقدم الأعمال التلفزيونية التي تقدمها الدراما التلفزيونية المجتمع المصري من إيجابيات وسلبيات ، وهل الدراما المصرية تقدم حقيقة المشهد بشكل يحترم عقل المشاهد المصري والقيم والمبادي والفطرة الدينية الأخلاقيات المتأصلة في المجتمع المصري بشكل عام والبيت المصري بشكل خاص أم تحاول تصدير مشهد مخالف للواقع الموجود في المجتمع بحجة تسليط الضوء علي سلبيات المجتمع و هل تسليط الضوء علي المشكلات والسلبيات التي يعاني منها المجتمع تحتاج إلي تصدير هذا الكم من الألفاظ البذيئة والألفاظ والمشاهد الخارجة عن الأداب العامة ؟
مشيرة إلي الأعمال الدرامية التي نشاهدها خلال شهر رمضان المعظم بل ونشاهدها في كل عام في هذا الشهر والتي تحاول تصدير واقع لا يعكس طبيعة وواقع المجتمع المصري من قريب أو بعيد ، أعمال درامية متجردة من كل ما نعرفه من قيم أخلاقيه ومعايير مهنية وفطرة دينية متأصلة في المجتمع المصري .
وحذرت الدكتورة داليا الشربيني المتخصص في شئون الإعلام الدولي من خطورة هذا النوع من الدراما كونه يسهم في خلق صورة نمطية سلبية للمجتمع لدي الجمهور مما يخلق حالات العنف الأسري والعنف ضد المرأة والقتل والسرقة إدمان المخدرات والإنحراف الأخلاقي وانتشار السلوكيات السلبية التي تتسبب في خلقها وانتشارها هذا النوع من الدراما .
وقالت ان الصورة النمطية أو القالب النمطي أو الفكرة المقولبة أو التنميط السلبي تعني الحكم الصادر لوجود فكرة مسبقة في شيوع فكرة معينة عن فئة معينه فيقوم المدعي بإلباسها صفه العمومية أو فكرة مسبقة تلقي صفات معينه علي كل أفراد طبقة أو مجموعة
مشيرة إلي ضرورة أن تسلط الدراما الضوء بإعتبارها شكل من أشكال الإعلام علي القضايا الهامة والمشكلات والسلبيات التي يعاني منها المجتمع المصري ولكن بشكل راقي ومتحضر يحترم المشاهد المصري ويحترم القيم والسلوكيات والمعايير الأخلاقية للمجتمع المصري دون محاولة تصدير المشاهد الخارجه عن الأداب العامه وكأنها تحاول تقديم واقعاٌ مخالفاٌ للواقع وللمجتمع المصري .
وتساءلت الدكتورة داليا الشربيني بقولها أين المسئولية الأخلاقية واالاجتماعية للدراما التلفزيونية مؤكدة اتفاقها مع دكتورة مي أحمد أبو السعود والتي أشارت في دراستها التي جاءت بعنوان المسئولية الاجتماعية للدراما التلفزيونية المصرية والتي أكدت في دراستها علي ضرورة وجود المسئولية الأخلاقية للدراما والتي يقصد بها مراعاه القيم والعادات والسلوكيات التي يجب توافرها أثناء تصوير العمل التلفزيوني خاصة المسلسلات التلفزيونية التي تذاع بشهر رمضان المعظم وذلك للحفاظ علي هويه المجتمع وقدسية هذا الشهر الفضيل مع تطبيق معايير وضوابط العمل التلفزيوني حتي لا يحدث تدني يؤدي إلي خلل في منظومة القيم والسلوكيات الإيجابية.
وهو ما أشارإليه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال حفل الإفطار الذي نظمته القوات المسلحة واشادته بمحتوي برنامج “قطايف” للفنان سامح حسين الذي يعرض خلال شهر رمضان علي مواقع التواصل الاجتماعي مؤكداٌ أنه يقدم مادة إعلامية مميزة تليق بالشعب المصري ،وتعكس قيماٌ إيجابية وتفاعلاُ مجتمعياٌ راقياٌ، وأن مثل هذه البرامج تسهم في تعزيز الروح الإيجابية وترسيخ القيم التي يتميز بها المجتمع المصري.
ليؤكد الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي أن المسلسلات المذاعه خلال شهر رمضان المبارك ،لاتعكس حقيقة الواقع في مصر وأن تلك الأعمال الدرامية لا تعبر بأي حال من الأحوال عن المعدن الحقيقي للمجتمع أو الواقع المصري الحقيقي ، مؤكداٌ علي توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بتشكيل مجموعة عمل متخصصة لوضع صياغة ورؤية مستقبلية واضحة للإعلام والدراما المصرية ، تسهم في تعزيز رسائلها الإيجابية تجاه الفرد والمجتمع.
وتوصي الدكتورة داليا الشربيني الجمهور بضرورة توخي الحذر من هذا النوع من الدراما التلفزيونية كونه يسهم في خلق الفتنة والزعزعة وانحراف القيم والمعايير السلوكية ،مؤكدة علي ضرورة أن تقوم الدراما التلفزيونية بإعتبارها شكل من أشكال الإعلام بدورها التوعوي والأخلاقي والمهني الذي يقدم المحتوي الإيجابي الهادف ويسلط الضوء علي المشكلات والسلبيات ولكن بشكل مهني وأخلاقي وبشكل يحترم عقل وقيم المشاهد المصري.
